«الغالي للغالي».. هذا ما قالته مُوظفة المبيعات عندما امتعضت بسبب غلاء سعر العباءة السوداء التي لا يوجد بها سوى شعار، لا أعرف إلى ماذا يرمز ولأي علامة تجارية ينتمي، ولكني ابتسمت لأنني «غالية» على قلب المُوظّفة التي لا تعرف حتى اسمي، ولأن قطر غالية على قلوب من يعيش فيها، فلا توجد طريقة للتعبير عن هذا الحب سوى بال «غلاء»، فالغالي للغالي!. يا لسذاجة من يظن أن هذا هو زمن «امدح فلانًا وخذ عباءته»، الوعي في الشراء لم يعُد كما كان في السابق، والمُتسوق اليوم أمام خيارات كثيرة مفتوحة، وليس مُجبرًا على الشراء من أسواقنا المحلية طالما أنها بهذا الارتفاع المُبالغ فيه، ولكن هناك مواد استهلاكية أو غيرها من البضائع أو الخدمات المُرتبطة بالجغرافيا كالعقارات وغيرها، تحتاج لضبط في الأسعار، وإلا سيضطر أيضًا المتسوق للسفر وأن يجد حلولًا تلائمه.
أعلم أن هناك عائلات وجدت فرص عمل في قطر ولكنها أحجمت عن ذلك بسبب غلاء المعيشة، لا يستطيع من يعيش في قطر اليوم وليس لديه سوى راتبه الشهري كدخل أن يدّخر لمُستقبله، أو يقتطع جزءًا من مدخوله للاستثمار، غلاء المعيشة له تبعات سيئة على مُتوسطي الدخل وبالتالي على الاقتصاد، ستتأثر القطاعات المصرفية لأن المُواطن أو المُقيم لا يستطيع الاقتراض، كما لا يستطيع تحمّل تكاليف التعليم، وليست لديه القدرة على توفير سكن مُلائم لعائلته، هناك فجوة كبيرة وخلل واضح لدى أغلب من يعيش على هذه الأرض الطيّبة، وبالكاد يستطيع الوصول لنهاية الشهر. لذا لابد من إيجاد حلول جذرية لارتفاع الأسعار ومُراقبة دائمة لها وإلا ستتأثر هذه الفئة الكبيرة من المُجتمع وتغرق في الديون وقد تعيش على حافة الفقر، ونتمنى بدلًا من أن يكون «الغالي للغالي» يُصبح «الغالي يرخص لك».